أول مرة لاحظت الإختلاف كان بالمرحلة الثانوية ..بأواخر التسعينات وقتما كان هيركيوليز هو المسلسل المكون لخيالنا وتصوراتنا عن البطولة الرجولية و الفتيات الجميلات اللاتي ينقذهن الفوارس.
وكانت هذه هي الصورة عند أغلب بنات جيلنا : الأجمل هي الأكثر رقة ولأن النموذج الاوروبي هو المسيطر بكل مايخص المرأة فكنا – المراهقات وقتها – نرى الجميلة ، الدقيقة الحجم هي الأجمل بيننا ، وكذا كان المانيكان.
مانيكان المحلات بكل بيوت الموضة الدارجة حينها كان يُعرض بفساتين كلاسيكية ، جيبات هندية تظهر النحافة وضعف البنية اكثر مما تداري وشعور طويلة جدا تحاكي صورة جوليت الكلاسيكية في القرون الوسطى .
ثم ،استيقظنا يوما لنرى مانيكان المحلات الكبيرة واللامعة تغير كثيرا.. استُحدث نموذجا شاع كثيرا واصبح مميزا لمحلات الملابس وهو المانيكان السيكسي ومواصفاته الرئيسية ١٠٠ سم وسع الصدر ، وسط ضيق ومؤخرة كبيرة.
كل شيء في المانيكان يعكس ماتحولت له ايقونات الجمال وتركيبة مخيلات فتيان وفتيات هذا الجيل : سيقان بيونسيه ، مؤخرة شاكيرا و صدر كاتي بيري .. تلك هي احلامهن الان.
ولذا يجب أن يكون بطلهن مشابه لتوجهن ، بطل لا علاقة له بنبل الفرسان القديمة وإنما يجيد البريك دانس ووضع الچيل ،شهواني وجريء وياحبذا لو كان يرتدي التيشيرتات اللاصقة على الجسد مثل الممثل فلان او علان ، ويظهر تساهل كبير في خصوصية علاقاته فيتباهى بالتصوير وسط سيقان الفتيات .
ربما هو التشيء الذي تغلغل تماما حتى في علاقتنا بذواتنا وبالأخرين ، فلم نعد نجد في انفسنا او الاخرين غير مجموعة تضاريس جسدية نريد عرضها او امتلاكها ربما هو حقا ليس مانيكان،ربما المانيكان الحقيقي هو نحن ، وأن هذا هو ماتغير بين جيلين.