Category Archives: كتابات حرة

الحب والإحتياج والرغبة

 

2498711068_c83c309133_z

“احبك …   لأني احيا.. ” أغنية لهبه القواس

هل الحب احتياج ام رغبة؟

الحوج او الاحتياج في اللغة : هو العوز أي الفقر وهو اعوجاج ويقال : حوجت له: تركت طريقي في هواه.

اما الرغبة او رغب في شيء أي سمع ، أراد ، هي محرك ، وبسياق آخر ابتهل(تضرع ومسألة) ، و العطاء.

لغويا : يظهر الاحتياج كمرادف للنقص وعدم التكامل ومن ثم الضعف وعندما يكون الحب احتياج يتحول لاعتمادية في الوجود فتصبح جملة مثل”مقدرش اعيش من غيرك” تجسيد غير مبالغ فيه لطبيعة الاحساس الذي يموله الخوف من الفقد والضياع الوجودي في حالة عدم وجود الآخر.

أما الرغبة فتبدو تماما كفعل إرادة ، محركة للشخص كتجسيد لدور وجودي أو تحسين وتطوير وسعادة لهذا الوجود. فيصبح الحب الخارج عن رغبة في تيار من التوق الهاديء المسترخي وليس مشتعلا بخوف أو عوز أو شهوة.

الحب له صور مختلفة ، يعرفه بعض المفكرين كتجسيد آخر لحب الذات فيحدث عندها الخلط بين : منبعي الاحساس الاحتياج والرغبة.

طبيعة المشاعر انها صعبة الصياغة في كلمات كما انها تتداخل وتتخذ اشكال مختلفة فأحيانا يظهر الحب تحت مظلة إدمان للشخص بشكل جنوني مع ترديد انها رغبة مدمنة فيه ولكنها في الحقيقة ليست رغبة وانما احتياج مزمن اتخذ شكل الرغبة المتكررة بسبب الحاجة للاشباع المتكرر .

أي هو احتياج تم الباسه قناع الرغبة ، وهذا مايبدو احيانا مبهم أو غامض ذلك الخيط الفاصل بين الاحتياج والرغبة الذي غالبا مايقوم الشخص فيه بخداع نفسه والاخر حتى لاتظهر حقيقة المشكلة. فالنفس في عمقها تدرك تماما ماتفتقده ولذا فانها تخدع وتناور وتتحور في اشكال مختلفة حتى تكمل هذا النقص

فتنفذه في صورة رغبة مرة وفي صورة شهوة مرة وفي صورة هدايا مرة أخرى وهكذا وذلك لابقاء مصدر الاشباع والمحافظة على وجوده بالقرب.

وليس معنى ذلك ان كل مظهر للغيرية في الحب كذب أو مقنع لكن فعليا ، الغيرية او ايثار الاخر/الحبيب يعد نقطة اختبار قوية وواضحة لحقيقة المشاعر ، يختبر بها الشخص ذاته ويطهر وينقي مشاعره ويتعلم اكثر عن ذاته ودواخله.

FB_IMG_1440410990906

ففقط عندما يتخطى الشخص الاحتياج والتمركز حول الذات ، عندما يصل لنسبة من قبول الذات وحب الذات كافية حتى ينتقل لقبول آخر وحب آخر عندها سيكون الحب غيري مبني على رغبة في التواجد مع آخر وليس نقص أو احتياج للاكتمال سيشبعه أي موضوع سيلعب دور الآخر ،ومثال على هذا اللؤم الغير واع في المشاعر : زيجات الصالونات فأي آخر سيقوم بدور الزوج(الدور الاجتماعي والانفاق والأبوة) سيعامل كزوج/كخليل ولاخصوصية لفرد عن آخر في شكل التواصل وربما بنفس الكلمات والمداعبات والأغاني.

حب ذاتك اولا تلك هي عتبة الامان ، حتى لا تستخدم احدا أو تجرح أحدا..

ثم بعدها ستتمكن أن ترى بجلاء حقيقة مشاعرك تجاه الآخر تتراجع عنه ثم تتقدم تستبعد احتمالات وتضيف أخرى حتى تصل لفكرة واضحة بنسبة كبيرة عن حقيقة ماتشعر ، عندها سيكون التواصل مع من تحب واكتمال الحب بعدها ذو نسبة أعلى من النجاح بخلاف الانغماس الطائش في مشاعر مجنونة لا يعرف كلاكما أي شيء عن صدقها وأصالتها.

 

 

 

حلم رمادي

avatar

و مازلت أيها الغريب

واقفا هناك خلف النافذة البعيدة

مظلمة كانت الحجرة

وواقف أنت في وسطها

تتواري بالظلال من الأعين

و تتواثب في وقفتك كثيرا

تتبع الظلال أينما ذهبت

تستغل تشابه لونك مع لون الضوء المحتضر

لتريهم كل حلم .. آثار الموت على وجهك

وهم يغلقون عيونهم بقوة .. و يضحكون

2/2003

خطيئة توصيل النقط

هذه الأغنية لما تلاقينا – غناء عبد الرحمن محمد عن صورة شعرية من قيس بن الملوح عن حبيبته عندما رحل عنها فتمزقت بكاءا حتى صارالبكاءَ دما بلل التراب وتمسحه عن عينها فتتلون أناملها بحمرة دمها ويقابلها حبيبها متهكما على إخلاصها له بعد فراقهما : هل لونت يديك بالحنة عند فراقنا أي في غياب رجلك؟

؟تلك الصورة وهذه المشاعر المتطرفة في الحب هل هي وسيلة تعبير حقيقية أم إنها هدف في حد ذاتها.
نماذج عدة موجودة في التاريخ البشري الشرقي والغربي عن عشاق بلغ بهم التطرف في الحب مبلغه حتى الانتحار وإنهاء الحياة لعدم احتمالها بدون الآخر.
منها النموذج الأشهر : روميو وجوليت وفي التاريخ العربي: قيس وليلى وعنتر وعبلة وقبلهم أوزير واست اللذان تخطا حتى عائق الموت ليصبحا معا ثانية في بعثه الجديد.

سؤال الحب الأكثر غموضا والغير مجاب للآن ليس سؤالا عن حقيقة المشاعر وصدقها.وإنما هل مشاعر الحب والامتلاء بها هي الهدف الرئيسي للحب أم إنها وسيلة تعبير للأحاسيس الهادرة في القلب لشخص محدد.

ا) إذا ما فحصنا احتمال المشاعر وكونها هدف بذاتها فسنصل بالطبيعة لكون هذه المشاعر احتياج عند المحب نفسه إما لترميم ثقته أو ذاته داخليا أو إثبات استحقاقه للحب أو احتياجه للقبول من آخر .. كلها احتياجات وهنا تلعب المشاعر الفائضة مثلثها مثل الشهوة غطاء لسد ثغرات وجوع الفرد نفسه المصدِّر لهذه المشاعر. وحينها تكون المشاعر هي الهدف والآخر العاشق/المحب هو الوسيلة لا أكثر.

ب) أما الاحتمال الأخر فهو في كون هذه المشاعر حكر على شخص(شخوص) محدد/ة . لو كانت هذه المشاعر تخص عدة أشخاص كما في حالات العلاقات المتعددة أو Polygamy أو غيرها فلا وجود لتفردية الطرف الآخر وخصوصية المشاعر له . وهنا نردها لكونها مشاعر أراد الشخص أن يعبر عنها وتم صب هذه المشاعر على هؤلاء الأفراد .

أما إذا كانت المشاعر لفرد واحد فهناك أيضا احتمالان:
1) هل هذه المشاعر تخص طباع وخصائص في هذا الحبيب دون غيرها من التفاصيل . أي انه حب لتفاصيل ما محددة فيه ، وذلك لأن هذه الصفات المحببة حققت تفاعلا شبيه بالكيميائي مع طباع وخصال الفرد نفسه أما تمشيا معها أو مضادا لها. فإذا كان الانجذاب للضد أو المشابه في الآخر من صفات بتنافر أو تجاذب فهو انجذاب لصفات عند الشخص نفسه فمثلا المنجذب لشخص هادي ء وهو عصبي فهو شخص يسعى لان يحب صفاته بالتفاعل مع الضد والهادي الذي يحب شخص هاديء يسعى لان يحب هدوءه بحبه لهدوء الآخر.
2) أما إذا احب الفرد حبيبا ككيان كامل بصفاته المفضلة والغير مفضلة فهنا هو احتمال كبير حبا صادقا ومشاعره القوية هي تعبير مباشر عن الشعور الداخلي.

لكن ليس هناك أي منطق في أن تؤذي أو “تقتل نفسك من أجل نفسك” بخاصة عندما تكون احتمالات صدق هذا الإحساس ضئيلة ولا تتخطى ال٨٪ .
الخطيئة الجلية في الحب هي خطيئة توصيل النقاط ، مثلما يوصل الطفل الأرقام ليصنع هيكلا كاملا يقوم المحب بتوصيل النقاط بين دفقات المشاعر الوقتية ، اللحظية، الموقفية، الاحتياجية ،المنفصلة والمستقلة ليلملمها في كائن متكامل يسميه حب .

لذا ، الأصح هو التعامل مع دفقات الحب كما هي كدفقات مشاعر وقتية أو آنية بلا زمن بلا ماضي أو مستقبل وبلا رابط ولا حتى بمصدر المشاعر ؛ تماما كما يتعامل الشخص مع اللحظة.

وللآن مازال غموض السؤال قائم ، هل كان دافع إست(إيزيس) في اللهاث وراء أوزير حتى لبنان ولملمة جسده هو حبها له وعدم تحملها لغيابه أم إنها أرادت الانتقام من غريمها وغريمتها فإحتاجته لإنجاب حورس بلا دنس وكان لحورس تمويها هو ما اسموه لاحقا الحب؟

المدينة الطيبة هل هي الفارغة؟

www.curatormagazine.com

www.curatormagazine.com

المدينة الطيبة هي المدينة التي تبث السعادة والرضا في سكانها وتعزز المعاملات الطيبة والخدمات فيما بينهم، لكن يبدو ان ٩٩٪ من مدن مصر هي مدن بعيدة عن الطيبة.
بمدن مصر يعتل المواطن على كتفه هم اليوم والمواصلات والجراج وسايس الجراج ومكان الركنة والمسافة عن الموقف وبطء الترام ووو أما المواطِنة فعبئها أشد وهو بالاضافة ، عندها حمل آخر من المعاكسات والملامسات والتحرشات في كل شارع بمصر.

وبعض الشخوص الذين لديهم أزمة شديدة مع الزحام ،إما أزمة لم تصل بعد لحد المرض في شعور شديد بالخوف من الزحام وهو خوف غير عقلاني من الإيذاء ربما بسبب حدوث تجربة سابقة في الزحام فأوجدت انطباع ثابت أو ارتباط شرطي بالأذى.
أو تصل الأزمة لشعور البعض بالإعتلال النفسي من الزحام حد الفوبيا المرضية حيث يختنق الفرد وتصيبه الرعشة و الرعب وقد يصل لأعراض هيستيرية عديدة.

ولهؤلاء مثلي المرهقون من المدينة والزحام والخوف والقلق يجب أن يبتدعوا وسائل للتعايش مع ارهاقهم.بتصوري هناك طريقتان وهي اما التحكم في المرسِل أو التحكم في المستقبِل.

التحكم في المستقبِل أي التحكم في الذات كمستقبل لأفعال الآخر من خلال السيطرة على تسارع أو تضخم أعراض الخوف وذلك عن طريق عدة وسائل : منها العلاج النفسي أو السلوكي أو تمارين التنمية البشرية أو التعبير بالكلام أو الكتابة أو أي طريقة تبقي الخوف في حيز تعبيري غير مؤذي ولا معرقل لحياة الفرد ؛ و كذلك التأمل يساعد على استحضار السكينة والسلام ويراه البعض مثل إعادة شحن لطاقة الفرد وإستقبال للذبذبات الإيجابية (الموقع يدرس التأمل خطوة بخطوة: https://peacerevolution.net/)

والطريقة الأخرى للتعامل مع إنعدام الراحة وسط الجموع هو التعامل مع مصدر الضغط والتوتر وهو الناس أنفسهم ومعاملاتهم وذلك عن طريق بعض الطرق مثل :
femin
حفظ مسافة بينك وبين الناس بحيث تحتفظ بما يدعونه اخصائيو علم النفس البيئي “الحيز الشخصي” بشكل قريب من صاحبة الصورة ولكن على كل الأصعدة المعنوية والإجتماعية والذهنية وغيره.

تجنب التواصل الكثيف والغير منظم مع الناس مثل الحفلات الصاخبة ، قاعات السينما المكتظة في الأعياد ، الإستاد وقت مباريات القمة وغيرها من النشاطات التي تتضمن أعداد هائلة من البشر.

خلق دائرة أمان safe zone مكونة من المقاهي المريحة والآمنة ، الأصدقاء المريحي التعامل معهم ، الجيم الأمن (والغير مكتظ) ، المتجر أو المول المؤمن جيدا في غير ساعات الذروة الشرائية .

حماية الذات وذلك عن طريق السلاح القانوني ، الرياضة بشكل عام ورياضات الدفاع عن النفس بشكل خاص وذلك لرفع اللياقة البدنية وقت مواجهة الخطر ، عدم التنزه في المناطق غير المأهولة ، الخاوية والغير آمنة .

بالطبع ، من يتوتر مثلي من المدينة وعبئها سيحلم بمدينة خالية أو شبه مهجورة كمدينة مثالية ولكن لأن عالمنا ضيق ووطننا مخنوق لانملك غير التعايش والتجاوز ومحاولة تسيد إنفعالاتنا حتى لا تسقطنا في شقاء النفس ، في الطريق عالمدينة .

Dance.Cry.Sing

download (1)
” However I dance , counter my pain I dance
 Your dreams tangle with mine ” Raise your voice – a song for Mounir

With such a vivid song , all these conservative people around me in Mounir’s official concert stood up and danced.
After a while , I felt something strong inside that motivates me to dance too , even then ,  my jobless situation and my major depression were dragging me away from that joyful mood .

I danced , cried , sang with him ” against my pain I dance” then I cried again and danced till the end of the song ; I felt a total relief like dropping an iced mountain away from my shoulder .
His next song was ” The universe ” which is a traditional Nubian melody with Egyptian words.

I danced without thinking twice , then I noticed at the corner a group of three or four young people who were following my dancing style – which was not exactly a style -. And I noticed another group too imitating my dance .

I was surprised , didn’t know if i inspired them by my intense expressing with the song’s aid , or they assumed that a Nubian girl should dance a Nubian song the right Nubian way . However , I was content .

few days later i read a quote for “Yehia Haqy” the great Egyptian writer which says : ” a writer’s destiny is to get undressed to cover up others ” , and that gave me a great boost to face my demons and try to be stronger to guide others into embracing themselves , maybe.

حبَك مش حرية

20150411113738_page0

بعكس أغنية محمد منير حبك حرية ، الحب لا يجب أن يوصف بالحرية أو عكسها لانهما كلمتان مختلفتان تماما ولا علاقة لماهياتهما ببعض. فأتصور أن الحرية وعي وتوق للحقيقة أما الحب فهو عذوبة القرب من الذات ومعرفتها ومعيتها بمساعدة وجود الآخر .

برأيي أن الحب هو نوعا ما طريق مستقيم ( المستقيم في الرياضيات هو خط/طريق ذو نهاتين مفتوحتين لمالانهاية بزاوية ١٨٠° فيما بينهما .)

وهذا الطريق المستقيم هو تفريعتان يمكن تقسيمهما او تميزهما بصبغة زمنية أو بحسب تقليدية الطريقة الى : التفريعة الراديكالية والتفريعة الحداثية ؛ وبعبارة أخرى هما تفريعة الإنتماء و تفريعة الحرية.

الانتماء في الحب :هو شعور يصاحبه الاحساس بالقبول و التواصل والتبادلية .

ومتطلبات الإنتماء هي : رابطة ثابتة و تواصل شخصي ثابت .

فالحب يبطن القبول ويقوم على اتصال ثابت و تأثير بين الطرفين والتبادلية التي اتصور توصيفها بالاقتراس المتبادل : فمثلما تفترس كائنات الطبيعة بعضها للوصول للأمان الغذائي يستهلك الشركاء بعضهم البعض للوصول للأمان من الوحدة . فهنا ، الانتماء يكون بوثيقة تبادل منافع بين الطرفين يؤمنا بها لبعضهما البعض المعية / الأمان.

ويمكن تمثيل ذلك الإنتماء / الطريق / نوعية الحب بالعلاقات المغلقة كالزواج مثلا.

والتفريعة الأخرى هي الحرية في الحب

ربما ، وبأخذ متغير الزمن لا يمكننا ربط الحب بالحرية المعنوية أو المادية ، فمن الجلي أن تاريخية العلاقة الرومانسية تقصر الحب على زوجين ولا تقبل المشاركة أو التعدد . ورغم أن هذا الشرط ربما يمكن النظر اليه في حجم أقل كبنود عقد الشراكة لكن ذلك لايمنع كونه عائق أو حد على رغبات الفرد.

ولا يبدو لي أن الحرية عكس الأمان اذا ما بحثنا الامر عقلانيا  فبرغم ان كاتب مثل اريك فروم يرى أن هوس الجموع لهو التخلص من الحرية واستعاضتها بالقيود المختارة من أجل الشعور بالانتماء لشيء ما ومن ثم الأمان ، فأتصور أن الحرية ليست طريقا بعيدا عن الأمان ، فالحرية العقلانية ستدرك واقعية الوحدة التي يختبرها الانسان في الحياة ، وبخاصة داخل نطاق هذا القرن وحداثيته.

فنحن وحيدون حقا في كل الاحداث العظيمة بحيواتنا مثل الميلاد والمرض والتعليم والمكانة …. ووجود الآخر هو طريقة للتحايل على حقيقة الوحدة بضلالة المعية.

لكن بتصوري أن الحرية في الحب هي الوعي الكامل ب

١- الوحدة القدرية للفرد

 أن الآخر مؤقت٢-

ومن ثم يجب أن يعيش الفرد ويخطط لحياته مع اهمال وجود الآخر ( الذي هو مؤقت بالطبيعة)

و مكافحة وهم المعية داخليا ، مثلما يكافح المتعافي من الإدمان رغباته في تناول المخدر فيبتعد المحب عن التعلق بأي شكل بالآخر .

ومثال على هذا النوع من العلاقات : العلاقات المفتوحة

لذا ، عندما يقول بعض الفلاسفة أن الجهل إختيار يكون بالتالي الوعي في الحب اختيار ..

ويجب علينا الوعي باختيار الحب من عدمه و في الحب أن نعي الطريق : وهل الحب عندنا هو طريق الإنتماء ومن ثم الوصول للأمان أم أن طريقنا هو الحب بحرية ومن ثم بلا أي مسؤلية أو تعلق.

وكله بالنهاية ، هو لتطوير النفس و اكتساب السعادة و الحكمة بنهاية الطريق .

الحرام واختراع الذنب

 

بدأ شعور الشخص بالذنب تجاه المجتمع مع نشأة المحرم أو التابو وهو بتعريفه الأنثروبولوجي : ” المنع المستند لجزاء سحري أو ديني يؤدي خرقه بصورة تلقائية الى إنزال القوى الفوق طبيعية العقوبة بمن يخرقه. ” *

عقوبة التابو فردية وجماعية والمجتمع يتنبنى عدة خطابات حتى يحقق تحفيز الشعور بالذنب ومن ثم يضمن تحقيق القانون (مراقب خفي من أرواح الأسلاف أو ماشابه يراقب أفعال الفرد) ومن هذه الخطابات الخطابين التاليين :  “انت مش عارف مصلحتك ، كيف تفعل المحرم كذا وكذا  ”  –  خطاب الذنب تجاه الذات . ” انت بتجيب الوبال علينا كلنا ، محرم عليك كذا وكذا ” – خطاب الذنب تجاه الجماعة .

والذي فرض التابو هو المجتمع وبخاصة السلطة وتحديدا ساحر القبيلة او الكاهن.

هل كان البدائي سيشعر بالذنب لولا تحديد المجتمع للتابوه ؟ أي وبطريقة أخرى : الى أي مدى يمكننا تأكيد أصالة هذا الشعور بالذنب.

بطبيعة الوضع بأغلب القبائل يكون للكاهن / الساحر / الطبيب / .. الكلمة العليا فيما يخص تحديد التابو ويصبح إرث يتوارثه الأبناء عبر الأجيال .

لكن الى أي مدى يمكننا تقدير احساس البدائي بالذنب فهذا مرتكز بالاساس على مدة ايمان إنساننا الأول بالتابوه ، فلو كان ايمانه قوي شعر بالدنس وتأنيب الضمير فيما اقترفه على الجماعة وعلى نفسه ، لكن لو كان مارقا بطبيعته فالشعور سيكون ضحلا للغاية .

وجع الإضطراب / وجه أخر للذنب

يحدث الوجع وعدم الراحة للفرد في مجتمع عندما يضطرب التناغم في ايقاع السلوك ، أي عندما يصبح سلوك الفرد غير مقبول من المجتمع أو تكون قواعد المجتمع عبء على الفرد ويتوق للتحرر منها بأي وقت ، وعندما يحدث هذا الصدام أو التعارض بين مصلحة الفرد ومصلحة المجتمع يحدث اضطراب شديد عند طرفي هذه النغمة في العلاقة .

في حالة الاضطراب البسيط : تمر الأمور ويستوعب المجتمع في العادة  سلوكيات غريبة كثيرة تحت نطاق التقليعات او بالاستخفاف مثل مثلا موضة المراهقين في الشعر والملابس.

في الاضطراب الشديد : أي في التعارض التام وعلى طول الخط بين قواعد المجتمع الذي مفترض أن يكون وضعها لمصلحة الجميع وبين الفرد ومصلحته على الأطلاق.

مثلما يحدث مع المثليين في مجتمع شديد المحافظة أو مع المرأة في المجتمعات المتطرفة .

فعليا ، دائما يجب أن نستميت جميعا للوصول لموائمات.. هي الحل الأمثل للتعايش برغم انها احيانا كثيرة تكون مستحيلة.

وبرغم ذلك وحتى في الموائمة ، لا يغيب الشعور بالذنب .. مؤكد أن يتأرجح الشعور بالذنب بين الاحساس بالذنب تجاه المجتمع : لو التصق الفرد أكثر بسلوكه ومصلحته الشخصية فيما قد يكون غير مقبول من المجتمع . وبين الاحساس بالذنب تجاه الذات : عندما يتناسى الفرد نفسه واحتياجاته وحقيقته ويخضع بخنوع لمجتمع يتحكم في كل مايخصه كالآلة.

4-  لماذا يجب استبدال الذنب بالموائمة من الجميع؟

الفرد : له منظومة قيم تخدم مصالحه وطباعه وأهدافه الأصيلة . المجتمع : له منظومة قيم تتيح له بقاءه ومصالحه . علاقة الفرد بالمجتمع : الفرد يحقق أهدافه من خلال أدوات المجتمع ولذا فهو يتمثل قواعده وتعاليمه ، وهي ليست نابعة منه وانما غرسها فيه المجتمع فنجد مثلا : أن المحرم في مجتمع هو عادي جدا في مجتمع آخر . حتى الكلمات ، فنجد مثلا كلمة مثل : “مَرة ” بالأردن يعتبرها المصريين سبة وهكذا ؛ فالقيم نسبية بحسب مجتمعها.

اما في علاقة الفرد بالمجتمع فهي مفترض أن تكون منظومة تكامل وليس استعباد أو قهر ، وقيمه ليست مطلقة (فيما عدا ميثاق حقوق الانسان العالمي فعليه اجماع عالمي في هذه الحقبة الآنية أي مازال الميثاق نسبي لعالمنا بمقياس الزمان والتاريخ ). لذا ، وجب على المجتمع والفرد أن يتوائما : لأنه لا أحقية لطرف على آخر فيجب أن يعطي المجتمع للفرد حريته ويساعده على تلبية أهدافه ومنها يحترم الفرد مجتمعه ويخضع بقناعة لقواعده وقوانينه ، أي أن “الموائمة هي الحل” .

مثال معاصر للذنب : الزيجات التعيسة . لنتخيل فتاة يدفعها المجتمع دفعا لتتزوج ، “فتستلقط” رجل ما للزواج ، لكي تعيش في ظروف أفضل وبيت أوسع وأموالا أكثر ..لا وجود للحب في هذه الصفقات ..  تختاره غني، ضعيف الشخصية ، وتسارع بإنجاب الأطفال منه فور الزواج لتثبت احقيتها لما دُفع فيها من مَهر وخلافه ولتثبت ملكيتها له كزوج وأب. تبدأ الصغار في النمو ، يستقر الوضع وتذهب زهوة الشقة والعربية والتسوق ويبقى الفراغ والخرس الزوجي ، هي لم تضع في الاعتبار مسألة الميل أو الحب منذ البداية ، ولان الحب فكرة غير محددة الملامح مما يؤهلها لملء ثقوب العلاقات ، تحيل –هي- شعورها بالفراغ والوحدة لغياب الحب والميل بينهم ، وتختفي السعادة – او التي ظنوها سعادة – من حياتهم وربما يبدأ كل طرف في البحث عن بديل خارج الزواج ، ربما زميل عمل أو قريبة . لكن هل حقا غياب الحب هو السبب ؟ أم انه غياب الهدف ؟ الفتاة التي تزوجت بهذه الكيفية كان لها هدف آخر وهو تحسين مستوى معيشتها ، فهذا ماكانت تطمح له حقا وبمجرد بلوغها الهدف تذوقت حلاوته لفترة ثم فتر حماسها ،

“لاننا نحتاج لاهداف دائمة او متجددة في حيواتنا حتى نواظب على حماسنا في المضي قدما ” ، وهي انتهى هدفها وتحتاج لآخر جديد.

وهذا الرجل الذي تزوج فتاة لا يحبها لكنها – مضمونة – انتقل فيها من سلطة الأم لسلطة الزوجة لتيسر له حياته فهو معتاد أن تدفعه امه دفعا في شئونه وتهتم بكل صغائره وحقق ما أمرت به أمه لكن امرأته لم تعد تهتم به كما كانت ، لم تعد تضحك لنكاته البايخة او تقول له أي كلمة استحسان . فهنا ايضا فشل الهدف / ولم تعد المرأة التي تزوجها لتيسر حياته وتدفعه في كل شيء فينعتها ب “لم تعد تحبه” أو “مقصّرة في واجباتها الزوجية” بحسب التعبير الشائع ؛ ولا أحد يحدد ماهي الواجبات هذه ولا كيف يكون هناك واجب في تقارب إنساني مفترض أن يكون اساسه التعبير الحر عن الحب والمشاعر . وهنا يكون الذنب في أعلى درجاته : ذنب نحو الذات لانه لا أحد من الزوجين يحصل على هدفه ، وذنب نحو الآخر لان كل طرف لايطيق شريكه وربما يتقارب مع بديل ، وذنب نحو المجتمع لانه لا يستطيع الالتزام بالمنظومة المثالية التي يشجعها المجتمع ويريدها.

لذا يجب أن يكون هناك موائمة ، يقرر فيها الشخص الهدف الحقيقي لما يفعل ، يقرر الاستمرار في حياته بالشكل الذي يختاره  ، يقرر ويختار ويساعده مجتمعه . مايحتاجه الفرد : هو مزيدا من الشجاعة ، ” وايه المشكلة لو عشت منبوذ بس سعيد ؟ ” ومايحتاجه المجتمع : مزيدا من العقلانية واحترام الحرية ” خلي الناس تختار القوانين اللي حتمشي عليها بديموقراطية” . عندها سيمكن تحقيق موائمات مشبعة ومشجعة للطرفين وبدون سخط ونقمة على المجتمع ، موائمات ترتقي بالطرفين للوطنية والانتماء للمجموع – أي كان عنوانه – .

* قاموس الانثروبولوجيا – د.شاكر مصطفى سليم

هلوسة 1

hallucination_by_laerel2

قلْبي يُحدّثُني بأنّكَ مُتلِفي، روحي فداكَ عرفتَ أمْ لمْ تعرفِ
لم أقضِ حقَّ هَوَاكَ إن كُنتُ الذي لم أقضِ فيهِ أسى ً، ومِثلي مَن يَفي
ما لي سِوى روحي، وباذِلُ نفسِهِ، في حبِّ منْ يهواهُ ليسَ بمسرفِ -ابن الفارض

وفي بعض الاماكن ، والمكان المبيد للإستقرار

وفي الزحام الوحدة والوحشة

Know thyself

 الغبطة ، الوحدة والتوحد sabai

Tyr Anasazi: [after regaining his memory] You’re wrong. I am Tyr… Anasazi of Kodiak Pride… out of Victoria by Barborosa! And I… will never… surrender! 

مشوار التطور واجب

في التأمل تختبر ضدين بنفس اللحظة العدمية والاكتمال

كانت تدخن وجه أسمر في رئتين .. كان الأسمر في رئتيه مقابر ناس ، والناس شباك
أَفتَرِشُ الأَرضَ وَتفرِشُ رَغبَتَها في أَرضٍ أُخرى
* أغنية لإيما شاه – امرأة من أقصى المدينة  ، كلمات الشاعر / محمد جابر النبهان

نحن طاقة لانموت

ما احببت واختبرت : نوتيلا ، نهاية المجهود البدني في الرياضة ، الكتابة ، البحر ، الجبال ، الصحرا ، الفل والريحان والنعناع ، I stand alone ، الملح ، الأرض والحبيب.

وما اُقدر : الاكتئاب والعدمية ، نيتشه – إرادة القوة

العالم ليس له عقل / فوضى كاملة وكذلك هي تغيرات سلوك البشر على المدى الطويل.

المحبة : 3D movie بنهايته بيبقى تأثيره حي جدا وتختفي التجربة.

You never know how strong you are until being strong is your only choice.

اخذت من العلم قليلا

كل الفتوحات تبدأ من هنا ∆