Author Archives: هبه يونس النيل

هبه يونس النيل

About هبه يونس النيل

هبه يونس النيل كاتبة حرة ، شاعرة ، قاصَة ومدونة ، لها ديوان : أرجوحة الوجع 2008 ومدونة : هزاميري منذ 2007. حاصلة على بكالوريوس في علوم الرياضيات والحاسب الآلي من كلية العلوم جامعة الإسكندرية . تجيد 3 لغات أجنبية بجانب العربية . أحد أعضاء ورشتي الشعر والقصة بأتيليه الإسكندرية منذ عام 1996. أحد أعضاء ندوة القصة لإقليم غرب الدلتا الثقافي بعام 2001 و 2002 . من مؤسسي حركة “فيتوم” الأدبية بالإسكندرية ، لم يتم تدشينها من مؤسسي صالون زمرة الثقافي ونادي الجيزويت للكتاب بالأسكندرية. لها ديوان شعر : أرجوحة الوجع صدر في 2008 عن دار نشر أكتب وشارك في معرض القاهرة والرياض الدوليين. نشر لها العديد من القصص والقصائد بالمجلات المصرية. كتب عن قصتها “هدوء” بكتاب : نظرات عن القصة القصيرة المعاصرة للناقد / الشربيني المهندس. لها ديوان شعر ومجموعة قصصية تحت الطبع. من كتَاب موقع : مصر المدنية . صاحبة مدونة : هزاميري منذ عام 2007 للآن . ومدونة 5عيون : للصور الفوتوغرافية منذ 2011 للأن.

الحرام واختراع الذنب

 

بدأ شعور الشخص بالذنب تجاه المجتمع مع نشأة المحرم أو التابو وهو بتعريفه الأنثروبولوجي : ” المنع المستند لجزاء سحري أو ديني يؤدي خرقه بصورة تلقائية الى إنزال القوى الفوق طبيعية العقوبة بمن يخرقه. ” *

عقوبة التابو فردية وجماعية والمجتمع يتنبنى عدة خطابات حتى يحقق تحفيز الشعور بالذنب ومن ثم يضمن تحقيق القانون (مراقب خفي من أرواح الأسلاف أو ماشابه يراقب أفعال الفرد) ومن هذه الخطابات الخطابين التاليين :  “انت مش عارف مصلحتك ، كيف تفعل المحرم كذا وكذا  ”  –  خطاب الذنب تجاه الذات . ” انت بتجيب الوبال علينا كلنا ، محرم عليك كذا وكذا ” – خطاب الذنب تجاه الجماعة .

والذي فرض التابو هو المجتمع وبخاصة السلطة وتحديدا ساحر القبيلة او الكاهن.

هل كان البدائي سيشعر بالذنب لولا تحديد المجتمع للتابوه ؟ أي وبطريقة أخرى : الى أي مدى يمكننا تأكيد أصالة هذا الشعور بالذنب.

بطبيعة الوضع بأغلب القبائل يكون للكاهن / الساحر / الطبيب / .. الكلمة العليا فيما يخص تحديد التابو ويصبح إرث يتوارثه الأبناء عبر الأجيال .

لكن الى أي مدى يمكننا تقدير احساس البدائي بالذنب فهذا مرتكز بالاساس على مدة ايمان إنساننا الأول بالتابوه ، فلو كان ايمانه قوي شعر بالدنس وتأنيب الضمير فيما اقترفه على الجماعة وعلى نفسه ، لكن لو كان مارقا بطبيعته فالشعور سيكون ضحلا للغاية .

وجع الإضطراب / وجه أخر للذنب

يحدث الوجع وعدم الراحة للفرد في مجتمع عندما يضطرب التناغم في ايقاع السلوك ، أي عندما يصبح سلوك الفرد غير مقبول من المجتمع أو تكون قواعد المجتمع عبء على الفرد ويتوق للتحرر منها بأي وقت ، وعندما يحدث هذا الصدام أو التعارض بين مصلحة الفرد ومصلحة المجتمع يحدث اضطراب شديد عند طرفي هذه النغمة في العلاقة .

في حالة الاضطراب البسيط : تمر الأمور ويستوعب المجتمع في العادة  سلوكيات غريبة كثيرة تحت نطاق التقليعات او بالاستخفاف مثل مثلا موضة المراهقين في الشعر والملابس.

في الاضطراب الشديد : أي في التعارض التام وعلى طول الخط بين قواعد المجتمع الذي مفترض أن يكون وضعها لمصلحة الجميع وبين الفرد ومصلحته على الأطلاق.

مثلما يحدث مع المثليين في مجتمع شديد المحافظة أو مع المرأة في المجتمعات المتطرفة .

فعليا ، دائما يجب أن نستميت جميعا للوصول لموائمات.. هي الحل الأمثل للتعايش برغم انها احيانا كثيرة تكون مستحيلة.

وبرغم ذلك وحتى في الموائمة ، لا يغيب الشعور بالذنب .. مؤكد أن يتأرجح الشعور بالذنب بين الاحساس بالذنب تجاه المجتمع : لو التصق الفرد أكثر بسلوكه ومصلحته الشخصية فيما قد يكون غير مقبول من المجتمع . وبين الاحساس بالذنب تجاه الذات : عندما يتناسى الفرد نفسه واحتياجاته وحقيقته ويخضع بخنوع لمجتمع يتحكم في كل مايخصه كالآلة.

4-  لماذا يجب استبدال الذنب بالموائمة من الجميع؟

الفرد : له منظومة قيم تخدم مصالحه وطباعه وأهدافه الأصيلة . المجتمع : له منظومة قيم تتيح له بقاءه ومصالحه . علاقة الفرد بالمجتمع : الفرد يحقق أهدافه من خلال أدوات المجتمع ولذا فهو يتمثل قواعده وتعاليمه ، وهي ليست نابعة منه وانما غرسها فيه المجتمع فنجد مثلا : أن المحرم في مجتمع هو عادي جدا في مجتمع آخر . حتى الكلمات ، فنجد مثلا كلمة مثل : “مَرة ” بالأردن يعتبرها المصريين سبة وهكذا ؛ فالقيم نسبية بحسب مجتمعها.

اما في علاقة الفرد بالمجتمع فهي مفترض أن تكون منظومة تكامل وليس استعباد أو قهر ، وقيمه ليست مطلقة (فيما عدا ميثاق حقوق الانسان العالمي فعليه اجماع عالمي في هذه الحقبة الآنية أي مازال الميثاق نسبي لعالمنا بمقياس الزمان والتاريخ ). لذا ، وجب على المجتمع والفرد أن يتوائما : لأنه لا أحقية لطرف على آخر فيجب أن يعطي المجتمع للفرد حريته ويساعده على تلبية أهدافه ومنها يحترم الفرد مجتمعه ويخضع بقناعة لقواعده وقوانينه ، أي أن “الموائمة هي الحل” .

مثال معاصر للذنب : الزيجات التعيسة . لنتخيل فتاة يدفعها المجتمع دفعا لتتزوج ، “فتستلقط” رجل ما للزواج ، لكي تعيش في ظروف أفضل وبيت أوسع وأموالا أكثر ..لا وجود للحب في هذه الصفقات ..  تختاره غني، ضعيف الشخصية ، وتسارع بإنجاب الأطفال منه فور الزواج لتثبت احقيتها لما دُفع فيها من مَهر وخلافه ولتثبت ملكيتها له كزوج وأب. تبدأ الصغار في النمو ، يستقر الوضع وتذهب زهوة الشقة والعربية والتسوق ويبقى الفراغ والخرس الزوجي ، هي لم تضع في الاعتبار مسألة الميل أو الحب منذ البداية ، ولان الحب فكرة غير محددة الملامح مما يؤهلها لملء ثقوب العلاقات ، تحيل –هي- شعورها بالفراغ والوحدة لغياب الحب والميل بينهم ، وتختفي السعادة – او التي ظنوها سعادة – من حياتهم وربما يبدأ كل طرف في البحث عن بديل خارج الزواج ، ربما زميل عمل أو قريبة . لكن هل حقا غياب الحب هو السبب ؟ أم انه غياب الهدف ؟ الفتاة التي تزوجت بهذه الكيفية كان لها هدف آخر وهو تحسين مستوى معيشتها ، فهذا ماكانت تطمح له حقا وبمجرد بلوغها الهدف تذوقت حلاوته لفترة ثم فتر حماسها ،

“لاننا نحتاج لاهداف دائمة او متجددة في حيواتنا حتى نواظب على حماسنا في المضي قدما ” ، وهي انتهى هدفها وتحتاج لآخر جديد.

وهذا الرجل الذي تزوج فتاة لا يحبها لكنها – مضمونة – انتقل فيها من سلطة الأم لسلطة الزوجة لتيسر له حياته فهو معتاد أن تدفعه امه دفعا في شئونه وتهتم بكل صغائره وحقق ما أمرت به أمه لكن امرأته لم تعد تهتم به كما كانت ، لم تعد تضحك لنكاته البايخة او تقول له أي كلمة استحسان . فهنا ايضا فشل الهدف / ولم تعد المرأة التي تزوجها لتيسر حياته وتدفعه في كل شيء فينعتها ب “لم تعد تحبه” أو “مقصّرة في واجباتها الزوجية” بحسب التعبير الشائع ؛ ولا أحد يحدد ماهي الواجبات هذه ولا كيف يكون هناك واجب في تقارب إنساني مفترض أن يكون اساسه التعبير الحر عن الحب والمشاعر . وهنا يكون الذنب في أعلى درجاته : ذنب نحو الذات لانه لا أحد من الزوجين يحصل على هدفه ، وذنب نحو الآخر لان كل طرف لايطيق شريكه وربما يتقارب مع بديل ، وذنب نحو المجتمع لانه لا يستطيع الالتزام بالمنظومة المثالية التي يشجعها المجتمع ويريدها.

لذا يجب أن يكون هناك موائمة ، يقرر فيها الشخص الهدف الحقيقي لما يفعل ، يقرر الاستمرار في حياته بالشكل الذي يختاره  ، يقرر ويختار ويساعده مجتمعه . مايحتاجه الفرد : هو مزيدا من الشجاعة ، ” وايه المشكلة لو عشت منبوذ بس سعيد ؟ ” ومايحتاجه المجتمع : مزيدا من العقلانية واحترام الحرية ” خلي الناس تختار القوانين اللي حتمشي عليها بديموقراطية” . عندها سيمكن تحقيق موائمات مشبعة ومشجعة للطرفين وبدون سخط ونقمة على المجتمع ، موائمات ترتقي بالطرفين للوطنية والانتماء للمجموع – أي كان عنوانه – .

* قاموس الانثروبولوجيا – د.شاكر مصطفى سليم

هلوسة 1

hallucination_by_laerel2

قلْبي يُحدّثُني بأنّكَ مُتلِفي، روحي فداكَ عرفتَ أمْ لمْ تعرفِ
لم أقضِ حقَّ هَوَاكَ إن كُنتُ الذي لم أقضِ فيهِ أسى ً، ومِثلي مَن يَفي
ما لي سِوى روحي، وباذِلُ نفسِهِ، في حبِّ منْ يهواهُ ليسَ بمسرفِ -ابن الفارض

وفي بعض الاماكن ، والمكان المبيد للإستقرار

وفي الزحام الوحدة والوحشة

Know thyself

 الغبطة ، الوحدة والتوحد sabai

Tyr Anasazi: [after regaining his memory] You’re wrong. I am Tyr… Anasazi of Kodiak Pride… out of Victoria by Barborosa! And I… will never… surrender! 

مشوار التطور واجب

في التأمل تختبر ضدين بنفس اللحظة العدمية والاكتمال

كانت تدخن وجه أسمر في رئتين .. كان الأسمر في رئتيه مقابر ناس ، والناس شباك
أَفتَرِشُ الأَرضَ وَتفرِشُ رَغبَتَها في أَرضٍ أُخرى
* أغنية لإيما شاه – امرأة من أقصى المدينة  ، كلمات الشاعر / محمد جابر النبهان

نحن طاقة لانموت

ما احببت واختبرت : نوتيلا ، نهاية المجهود البدني في الرياضة ، الكتابة ، البحر ، الجبال ، الصحرا ، الفل والريحان والنعناع ، I stand alone ، الملح ، الأرض والحبيب.

وما اُقدر : الاكتئاب والعدمية ، نيتشه – إرادة القوة

العالم ليس له عقل / فوضى كاملة وكذلك هي تغيرات سلوك البشر على المدى الطويل.

المحبة : 3D movie بنهايته بيبقى تأثيره حي جدا وتختفي التجربة.

You never know how strong you are until being strong is your only choice.

اخذت من العلم قليلا

كل الفتوحات تبدأ من هنا ∆

كنيسة بابانويل المقفولة

DSCF4991

في ليلة الكريسماس وشارع تانيس مظلم وضيق ، يفصله عن البحر مترات قليلة وعن محل موفق للمكسرات الباهظة التي تضع تمثالا ضخما لبابا نويل الاحمر ، وعلى شارع بورسعيد تتسابق المحلات في وضع الزينة وكرات شجرة عيد الميلاد.كان يقبع بابا نويل الحقيقي في بيته المتهدم ، أو تحديدا كنيسة سان نيقولا التابعة للروم الارثوذوكس تلك الكنيسة الاثرية المغلقة حيث كان القديس نقولا او بابا نويل يعُرف بشفيع البحارة وتقول الحكايات الشعبية الدينية ان له معجزات عدة انقذت البحارة التائهين فكانت كنيسته على البحر مباشرة.

DSCF4993

منذ عقدين او اكثر كانت تلك الكنيسة مغلقة رغم موقعها المميز بقلب الاسكندرية بحي الابراهيمية .والمعروف ان طائفة الروم الارثوذكس من الطوائف القديمة بمصر ، وكلمة روم استخدمت لتمييز اتباع الكنائس وليس العرق فالكنيسة الرومية مصطلح كان يطلق على الكنائس الخمس القديمةالقديمة* : اسكندرية ، اورشليم ، قسطنطينية ،انطاكيا ، روما.. ويبدو اننا في الكريسماس يتوجب علينا أن نحضر لبابا نويل هدية : بترميم بيته القديم .

* ويكيبيديا : عن الكنائس الخمس القديمة

قصة : رعد

1265328-104_shadowland__moon_knight_2“كلها ساعة و53 ق “غمغمت وجيدة لنفسها في المكتب ، أقل من ساعتين وستكون بشورت الإيروبكس والدامبلز والكوتشي الجديد الذي أنففت عليه 1/3مرتبها .
“الرياضة بتأكدلي إني عايشه ، بتحسسني بالحياة ”
دائما ما كانت وجيدة تردد تلك الجملة لزميلاتها واصدقاها لذا كانت دائما تخرج من الجيم بمعنويات أعلى بكثير وحيوية داخلية، معنويات تعالج وظيفتها الرتيبة المملة والتي لا علاقة لها بدراستها للآثار.

في الممر الجانبي للجيم المقابل للبحر ، صدمت حذائها شنطة شبه مفتوحة على الأرض .
رفعتها وبحثت بداخلها عن بطاقة ، كارنيه ، محفظة أو أي بيانات.. كان كل ما وجدته مذكرات شخص ما اسمه رعد بالهيروغليفية ÓՈՃ ومعها الثلاث حروف العجيبة التي عرفت لاحقا إنها أمازيغية.

الغريب كان قدم ورق المذكرات واصفراره والتراب والرمل بداخل الشنطة .سألت مسؤولي المكان فلم يرد أحد الاحتفاظ بها لان ليس بها أي نقود أو أي شيء يستجلب الحلاوة لاحقا . رمت الشنطة وتفحصت المذكرات وقررت أن تحتفظ بها لتسليها في العمل أو المنزل وسترميها فور الانتهاء منها.
أكملت تصفح باقي الصفحات كان الكلام غريب جدا وممتليء بالرموز والصور الغريبة المرسومة بالفحم
” هذا جزاء الوزير توت حات ، لم ينس أنى أمرت أٍياد الصحراء في صورة ابن آوي لينهشوا جثمان أبيه حتى يتوه ويفقد طريقه في العالم الآخر فهو أول من نفاني من كيمت وأفنى قدرتي على الإنجاب لينتهي السر بموتي ونعتني بالغريب الكريه، حاصرني توت حات ورجاله ولم يستطع احد أن يلمسني: أنا رعد الساحر الأعظم على الأرض لن يجرؤ أحد على أن يقترب. .لكنهم تجرؤا وانتزعوا كتاب السر العظيم ملك الآباء والجدود وسر قوة نسلنا ، في النار القوه فانتفض الكتاب وهشمهمبصرخة الدم وبصوت أرواح الأسلاف القائدة على مر العصور وبصرخة الدم من الكتاب مات من مات من المهاجمين وهرب من هرب وكان جزاء توت حات أن تمزق جسده كأبيه وتناثرت أجزاؤه وتفرقت على ألأراض بدون وطن ، وبقيت وتآخيت والصحراء وبقيت هنا بلا كيميت بلا بيت “

أخذت وجيدة تقلب الصفحات بنهم ، ربما هذه المذكرات سرا قديما حقيقيا قد انكشف وانجلى أمامها أو هو خدعة محكمة دبرها لها احد زملائها التي صدتهم في الجيم .

” ما نجرب ” قرأت أولى التعاويذ المكتوبة بالتفصيل عن الحب بعد تبسيطها فبداية قامت بتنظيف المحيط ببخور الروز ماري “المقدس” كما ذكر رعد ، ثم “سكبت من دمي ومن دمه الذي لملمته من تقطيعات الورود لأصابعه عندما أجبرته على تجميعها من حديقتي وكان خائفا لكنه أقبل ، وظل غير راغبا في.. خلعت قلب الأرنب القفاز منه وهو حي ثم … ” لم تكمل وجيدة وجدته مخيفا أو مقرفا جدا.

أرادت تجربةشيئا آخر ، مثلا تحريك الأشياء ، وبعدما أنهت الطقوس ؛ فجأة بدأت الفازة بالاهتزاز ، كذبت نفسها وتجاهلت الأمر ورأت أن تفكيرها في ذلك أمر مضحك ، وذهبت لتحضر مشرب الكاكاو الساخن.
تمددت في السرير حاضنة الإربة الساخنة في يد والكاكاو في الأخرى وبدأ الدفء والنوم يتسللا بدغدغة ..
تذكرت أن اليوم هو يوم اكتمال القمر وهي نحب أن تراه .. ولكنه الدفء الذي سيهرب فورا ، فقررت انتظار أن يدلف أحد لغرفتها لصدفة ما فتطلب منه فتح الستائر.. ولكن فجأة انفتحت الستائر وظهر القمر جليا .. لم يعد عندها شك أنها تعاويذ رعد .

التفكير المحموم انهكها ،كيف ستوقف تلك الورطة ونامت من الخوف واليأس ؛ و في الشغل كان كل ما تفكر به يطير إليها فبدأت تحاول أن تنظم أفكارها لكي لا تتحول لمزار سياحي يتفرج عليها الناس وزملاء العمل.

لم تذهب للجيم كعادتها وجلست على الكرسي الهزاز تفكر ى، هي ليس عندها من تتحدث معه لا صديق ولا صديقة ولا حبيب ولا …
فاهتز الكرسي الهزاز بشدة كمن يهدهد طفلا في سرير أطفال ، كأن أفكارها تهدهدها.

سارعت للنوم فلا فائدة مع كل الضغوطات تلك أن تعب نفسها بالبحث عن حل، وقررت أن تحلم حلما هادئا سعيدا .. استعارت فيه أحد الأبطال الخارقين من هوليود ورسمت مشهدا مبدئيا لهم معا ونامت.
بمنتصف الليل ، بدأ القرع تهشيم ، رجرجة وصوت ينادي باسمها بقرب سريرها الذي اهتزبقوة وقتلها رعبااكثر واكثر.
أضاءت النور وقررت أن تواجه خوفها والتهديد الذي جلبته ، تحت السرير كان الرجل الذي حلمت به للتو متجسدا أمامها كاملا وحقيقيا راكعا لها في اعتزاز كفرسان العصور الوسطى مادا لها كفه ..
القت بيدها في يده فضمها وقبلها ثم وقف قبالتها بطوله الفارع وعوده الآبنوسي الصلب وشعره المجدول بطلة فرعونية مهيبة وقبل جبينها ، لم تفكر .. لم تتردد وارتمت في صدره باكية .

وكأنها لم تكن ، تناست سنوات التيه ، الوحشة وعدم الأمان وكأنها سقطت أو ذهبت تماما .
لم يكن له اسم فأسمه اسمها هو خلقتها ولم يكن يترك جانبها ابدأ ، يستمع لها دائما ، كل ما تمنته في رجل كان هو وكان كتفا مرحبا لتتكيء عليه .

تعود من الشغل ، فيستمع لها في كل تفاصيل يومها .. يكرر طلبه لها بأن يصطحبها بكل مكان حتى يحميها من تحرشات العمل والشارع.. واحيانا كان لا يبرح سيارتها حتى تنهي عملها لكي لا تعود وحيدة في الطريق الطويل الموحش.

الجيم ، اصبح في البيت وكان يدربها على فنون القتال والدفاع عن النفس التي لا تعرف من أين تعلمها ربما من ذهنها هي حيث عرفت هذه الرياضات في طفولتها .. يساعدها في تحضير طعاما صحيا يقرآن معا نفس الكتاب ثم تستقر في حضنه ليناما في اطمئنان وهناء.
بدأ العالم يختفي في عينيها ، بدأت الأشياء تصبح غريبة واكثر اغترابا والتمسته وطنا وبيتا ولكن دائما ما كان هناك ما ينغص سعادتها
ما ينغص عليها فكرها هو إدراكها أن حبيبها ليس اكثر من فكرة ، وان كل ما تراه وتلمسه فيه ربما هو ضلالة عقلية أو وهم محكم ، لكن هل حبه لها واعتناءه بها هو حقا من داخله أم انعكاس لفكرها المتجسد فيه ، وهل له داخل كالبشر ؟

عذبها الأمر وكانت هي والفكرة يعذبون روحها فكانت أحيانا تضغط على نفسهالتواجه الأمر فتسأله عن رأيه في موضوع ما وتوحي له بإجابات مغايرة فيتبدل معها في الرأي كلما تريد ، وبقدر سعادتها بوجوده بقدر شعورها بالفراغ والسراب في معيته هي مرتبطة بشبح وان كان ظاهرا متجسدا ..
وجعها طعم الزيف الذي نخر في حياتها وان كان في لاوعيها لا يغيب ، ومن تلك المرارة أدركت أن الحقيقي لا يستبدل بوهم.. قررت أخرا أن تلجأ لرعد وكلماته اكتشفت انه اكثر ملائكية مما اعتقدت ووجدت بنهاية المذكرات جملة ” ” تميمة لإبطال الحياة ، كل لما يريد ” هل تعني تلك أن رعد أنهى حياته ، هل أنهت ذلك الحب القسري لغلامه ؟ هل قتله ؟ قرأتها بهدوء وأمل فهي لم تكن لتحتمل الحياة من بعد فارسها ولم تعد تحتمل الزيف في أحضانه وعندها علمت أختيار رعد لأنه لا حياة لغير الحقيقة.

* ورشة كتابة قصة قصيرة : كتاب ، سرية ، تطفل

ماريونيت جماعي يومي


– لا يمكنني تحريك يدي ، هذا خطأ لا يجب

– الآن ، تفادي اللكمة الآن ، سيضربك ، ستقعي ارضا
– لايجب أن أفعل ذلك : هو لم يسمح لي بتحريك يدي وإلا سأعاقب بالشمع الملتهب
– قد تموتين
– عندها سيتوقف عن معاقبتي

هذا مشهد من فيلم قديم لا اتذكر اسمه وكانت الفتاة ضحية احتجاز في المنزل لإحدى عشر عاما حيث يتم اغتصابها وتقيدها و الإعتداء عليها جسديا وجنسيا بمافيها التعذيب الاستمتاعي بشكل متكرر واحيانا شبه يومي.
وفيما يبدو ان الفتاة تحولت مع الوقت لماريونت بشري ، تتحاشي بقدر المستطاع العقاب الجسداني العنيف بالحرق أو الجلد أو أو وذلك بالالتزام الكامل بالتعليمات التي فرضها قاهرها في محاولة خائبة ويائسة لتقليل مرات تعذيبها ؛ رغم ان هذا لا علاقة له بذاك لكن ليس بيديها حيلة.

الدمى ، الماريونت وغيرها ليست ذاتية الحركة وليست روبوت مثلا ولكنها تحتاج لمحرك واكثرها تحكما دمى يدخل اللاعب يديه فيها ويحركها ويتكلم على لسانها ، أي يحتلها احتلالا كاملا ويستخدمها استخداما كاملا ويبدو أن هذا مقارب لحالة الفتاة المحتجزة .
فهي بلا أدنى مقاومة خارجية أو داخلية .. لا جسديا ولا معنويلا ولافكريا لكل تحريكات الللاعب ، كانها تم تفريغها من حشوتها الإنسانية وتحولت لفراغ سهل التحرك فيه والسيطرة على جوانبه.

يسجل علم النفس طرق نفسية دفاعية يستخدمها الفرد بشكل لاواعي للتعامل مع الظروف وتقليل التوتر والخوف من الأذى المحتمل عليه وذلك بتشويه الحقيقة ، تزيفها أو الإنكار الكامل للأمر الواقع ؛ وقد يذهب البعض مع هذه الطرق لمدى بعيد جدا بعيد تماما عن السلامة النفسية.

يظهر بحالة الفتاة تبنيها التام لتعاليم و هفوات ونزوات قاهرها حتى يبدو كانها ابتلعته داخلها
تفسير محتمل ان تكون الفتاة تعاملت مع الامر بالإنكار الشديد ، انكار إغتصابها والتعدي عليها وعلى حياتها وإنكار حدوث الأمر من أساسه ..
مثلا إنكار انفصالها او إختلافها عن القاهر ، وإقناع ذاتها انها جز منه أو جزء منها من القاهر نفسه أشتهى فحدث ..
أو تقبل الهجوم عليها وتبرير حدوثه وغياب قدرتها على حماية ذاتها بأن القاهر أثر على أجزاء منها واحتلها وصارت تحت إمرته أو أو… مئات التفسيرات اللامنطقية التي اصبحت هي نفسها رؤيتها للموقف.

بالأغلب وبعدة حالات بعد انتهاء القهر المستمر سواء كان إختطاف ، إعتداء أو سجن تعذيبي يحدث فصام او تعدد شخصيات ، كما في حالة ذُكرت باستفاضة برواية استحواذ لكولن ولسون حيث تم الاعتداء على الفتاة وهي صغيرة من زوج عمتها بشكل متكرر وتوقف نضوجها العقلي مع الوقت وتحول تعاطيعا مع الواقع لانقسام في الشخصية إحداهما ضعيفة طفولية خاضعة والأخرى قوية مسيطرة متحكمة قادرة على القتل.
وغيرها من حالات عدة يصبح الشخص بعد تجارب شديدة القسوة منعدم الأهلية ومتأخر في النضج النفسي ودائما في تأخر عن الوعي بذاته .
أغلبها حالات نشأت من العنف الاول والإحتلال الأول وبخاصة في الطفولة.

حالة الماريونت أو الدمية قد تعلو خطورتها لتصل للإيذاءحتى إيذاء الذات أو القتل في حالات لكن جميعنا يحوي آثار ماريونت ربما لم ننتبه لها.
كم مرة شعرنا اننا نتنصرف مثل آبائنا او اصدقائنا بدون تفكير كأن الآخر قد تم صبه فينا وتحرك من خلانا ؟  كم من سلوكياتنا هي سلوكياتنا الأصيلة هي رغبتنا الحقة وإرادتنا الصافية هي كينونتا فعلا ، هل حركة جسدنا وشكل المشية هو حقا مايريد جسدنا ان يعبر عنه ام ان هذا هو المقبول او المسموح به او المقولبين عليه ؟
هل مانحبه نحبه حقا ومانكرهه نكرهه حقا ام اننا احببنا ما احبه شخص ما قسرا او برضانا ؟
هل أفكارنا حتى عن ذواتنا هي مانعتقده حقا في انفسنا أم انها عيون الآخرين التي رأت وقررت وربما أسقطت؟ هل نعي اننا نحول انفسنا لوعاء أو دمية عندما يصبح سلوكنا غير حقيقي ؟ هل نعي اننا وبأوقات كثيرة لانعيش حقا ؟ أن هذه ليست حياتنا وانما هي لآخرين بأجزاء قد استعرناها أو قلدناها فيهم ؟ كم من قدراتنا معطل وكم منها مفعل ؟ هل نحن موجودون حقا ؟؟؟؟؟؟؟

قصة : بتنور نور سهاري

download (7)

البوية الواقعة بتكشف عن الطوب الأحمر .. وأسياخ الحديد المعوجة بتخرق فضا البلكونة الحديد.. وخلود بنت السبعين زي كل يوم تزيح نملية الفراخ تجرجرها على الارض لمكان قريب بعيد عن الاسياخ لغاية ماتنضفها وترجعها لمكان آمن.

تخش اوضتها تجيب كرسيها الخشب اللي بيصلب الضهر وتقعد في البلكونة تنقي الرز من الزلط وتكوم الرز بعيد وكل ماتجمع كومة تحطه على طرف السور وتوزعه كويس وبالعدل على طول المنشر .. وتمد بسرعة تدخل ورا الشيش تستنى العصافير وتتفرج عليهم وهم بياكلوا فتنبسط بشبعهم.

وزي كل يوم تطنش الدق والازاميل اللي بتشتغل على دماغها اول ماتصحى من النوم وتكنس فيضانات الميا اللي بتنشع من المواسير اللي بيكسروهلها كل ماتصلحها. وعلى الساعة 5 بعد الظهر لما الشمس تبتدي تضعف والحيطان تبطل تنشف وتفضل منشعة تجيب خلود الوابور والصفيحة بتاعة البخور والملح وتقعد تخرم العروسة الورق وتقول وخصوصا من عين صاحب البيت اللي عايز يهدلها البيت لكن هي مش خارجة .

واما تليل ، تخض خلود تنام فتنور نور سهاري وتشغل الراديو على إذاعة القرأن الكريم عشان يحفظها ويحفظ بيتها . ومعاها تجري العصافير لخروم بيت خلود المتهدم ، تنيم عيالها وتخرج وكل الناس نايميين تحشي بسرعة تجاويف الاسياخ المايلة حب وزلط صغير .. من غير ماحد يحس .
3/2003

lifelessness

2e-863106

Lately, I admitted my passionless nature of life and how I became so careless.

And , After a tiny revision I became definite that nothing changed the way I looked to my life except meditation:” pyramid meditation” ; which I was practicing daily.


Before meditation I was a lost soul, so stranger to myself and totally not sure of who I am or my path, but after few months of meditation’s practicing, I somehow logged into myself; maybe that’s why meditation masters call it centering technique or being at the center of the self.

Gradually I felt like being apart from everything and everyone, I didn’t want to go out, talk to people or meet friends.. all my worlds pieces seemed fake and tasteless.

Deeply I became separated from my mere existence: my life turned to be an act of living. I was doing my everyday activities monotonously like a robotic actor.

Then sorrow feelings had risen inside like a crying lava, these feelings of boredom, non-belonging and stress became the main temper ;where I had nothing to be tied to , totally detached from everything since a long time ago. I lost my faith in this world, in everyone and every value for nothing seemed worthy .

Now , every move became so stressful due to the absence of desire and that total refusal to this pattern of life.

At last, I realized that meditation is a soul soap; a kind of deep purification to this life’s artificiality which revealed the real face within.

meditation released what I had always suppressed, that dead dark side within me which apparently turned to be the whole of me.

And now , I accepted the real face inside, that passionless depressed nature..

I accepted to be a moving dead who is hoping for a moment of vital courage, a tiny moment of courage  empowering em to bury the dead for the last time .

So , till that splash of courage , in 2015.

قصة : إذا التصق الغبار

(1):

  1. حصرت طرفي الثوب في قبضتها ثم أجمتهم في يد واحدة سارت هكذا ثم صعدت الهضبة القصيرة ثم توالت في تثبيت كعب حذائها المدبب بأرض المنحدر الحجرية فلا تسقط ..

حتى وصلت الأرض المنبسطة انتظرت قليلا ثم استأنفت السير حتى أول الكهف تنفست في عمق فتخللت انفها بعض الأتربة ثم أغشت عينيها فوجهها لكنها لم تغمرها فتركتها على جلدها و لم تهتم بنفضها …. خطوت إلى الكهف و كان صديقها اسفل الظل القريب..ز ظل الكهف على وجهه تلقف شاردتها التي هربت قبلا من بيت العرس القديم ...

ظل (1):

  1. هي : تعرت فلم تهتم حتى تدثرت جدران الكهف الأحمرفأحترق الجلد دون أن تدرى .. حتى تقدد.

هو: كان يستظهر كثيرا إذا أحرزت الغنيمة افقد كل رغبة في التهامها” ..

تركها هناك تتمسح بجدران الكهف ثم فتح قلبه فأخرج حبيبته ليقبلها تحت الرماد والعظام …….

و عندما اختطفت الشاردة صورة الحبيبة فزع هو كثيرا عندما وجدها كانت هي الحبيبة.. جحظت عينيه جحظت حتى هربت لتجرى محمومة على وجه الحبيبة/الشاردة تقبلها … …… …

حتى الاحتراق مع جدران الكهف ااحمر .. ثم تبعتها المقلتين .. فالجسد الذي لفظته ذرات الأثير إلى بعضها فأشتعل الاتقاد

——————————————————

  1. (2) فارسا هو.. سيفه دائما بقربه مشهر وقتما أراد و شعره الحالك مجمع في جمة مشدودة بقوة .. خلع معطفه الحالك ذو البطانة الحمراء دثر به الصغيرة المرتعدة بقرب الصخرة ……

و عندما صعد الهضبة القصيرة هبط المنحدر في سرعة و قوة فاجأه الثور الأحمر ولم يجد معطفه الأحمر ليشهره في وجهه ولأنه كان قد فارقه الخوف منذ بعيد .. قاتله بيداه الداميتان و حينما دخل الكهف وقد كان هناك والثور……….

ظل (2):

الفارس :………………

لم أشأ أبدا أن أتخلى عن معطف حظي الملتصق به تميمة حظي…. و لكنها كانت كانت ابنة الحوانيتى الحمقاء من أغشاه السيل و المطر و أن لم افعل لما منحنى البراندى يوم الفلس

وعندما جاء الثور .. و لم يكن أي من سكان البلدة هناك..

اعتليت التل سريعا .. لكن عيني اصطدمت بعيني ابنة الحوانيتى .. فخطوت إلى الكهف الأحمر .. عبقة كانت رائحته تشممتها بقوة ثم سالت أنفى فوق الذقن

و لم اهتم……….

و ارتجفت عندما ابتلعنتنى نظرة الثور المشتعلة….. التي احترقت حتى الرماد مبتلعة غباري .

  1. تعليق قصير:

استيقظت القرية على صوت قراعات القطيع المرتحل عند الفجر و قد أخلف بعده بعض من نبض الأرض و تلال من رمل قابع فوق البيوت لم يره أحد منهم من قبل.

—————————————————

تذييل نهائي:

عبر تحورات الأرض وعروق الأزمان الزاعقة ..

عبر تميمة قتل أخيه…… معرفة الدفن/ (مداراة سوءته)/ عبر صلاته الأولى عندما تيقن من كمال احتراقه ….. تيقن من غياب الدافن لرماده الآبق به و تيقن آخرا من كمال التصاق غبار جلده

فوق جبين الأرض….

عندها أتم الصلاة…….

فأحترق.

أغسطس 2001

الذين فقدوا خيالهم

IMG_20141123_144737

مقدمة رواية كولن ولسون – طفيليات العقل

 التمرد على شكل الحياة الحالي واليأس من الخروج من حلقة الثور والساقية..
بلا ممتلكات تذكر .. بلا قيمة حقيقية أو معنى للوجود .
ذاك الذي عبس في وجهه العالم قد يكون زوج دوره فقط  بالحياة أن يكون خزانة اموال او شاب بائس موجود كعدد مهمل في المنزل  قد ينسوا عدّه .

غيمة الإنتحار الوبائي في مصروالشباب الذين يعلنوها على الملأ..
حياتكم مرفوضة .. عالمكم وهراءكم نلفظه كله ….
برواية ٤٥١ فهرنهايت يصل الناس لمرحلة الإنتحار شبه اليومي ، تلاحقهم السلطة البوليسية تغسل دمائهم وتعيدهم للحياة الممضوغة يجترون انفاسهم ، كعبيد لا يملكون حتى أن ينهوا حيواتهم..
عندها تصبح الحياة عبث×عبث ويوشك الصبية على قتل بعضهم و قتل  رجل بلا اي سبب ، فقط لتغير المزاج أو الحالة ..
يبرر راي برادبوري مؤلف رواية ٤٥١ فهرنهايت انهيار ذاك العالم بسبب إختفاء الكتب : حيث 451 درجة فهرنهايت هي الحرارة التي يحترق عندها الكتاب بحسب المؤلف، فيرى أن توقف الناس عن القراءة وإحلال التليفزيون محل الورق والحرف هو سبب ذلك الموت والإنتحار المعنوي .
ربما هذا عرض بدئي للمشكلة أو قراءة أولية للرواية لكن السبب كلما دققنا في السرد والمشكلة  اكثر عمقا.. يجسده بوضوح فيلم جاء بعد الرواية بعشرات السنوات : فيلم اختراع الكذب the   2009 – invention of lying ؛ وهو عن مدينة صادقة ، اهلها لايكذبون ابدا وبالتالي تخلو حياتهم من الإعلانات الكاذبة ، العلاقات الرومانسية بلا واقع ، تخلو من الفكاهة ، الطرافة و الادب ؛ فالأفلام بالمدينة هي عن حقب تاريخية حقيقية وسرد أحداث ..
هذا العالم الخالِ من المواساة والمجاملات سبب تعاسته اختفاء الخيال ،أو ربما هو الكذب الجميل بحسب الفيلم .
الخيال البشري هو خليقة الوعي الانساني الذي يصبه في كائنات كثيرة كالفن السابع ، الاغاني ، الروايات ، والشعر وغيره حتى الامل في حياة افضل هو شكل واقعي من اشكال التخيل .
و القصص الأدبية نوع من الخيال المقدم كسفير للمعاني المجردة بالضبط تطبيقا للتعريف الفلسفي للخيال فهو “الصورة المشخصة التي تمثل المعنى المجرد تمثيلا واضحا.- معجم الفلسفة ص547” .
ويتم تعريف الخيال انثروبولوجيا : بأنه “تجسيدانسان/حيوان/شيء وإضفاء صفات خيرة عليه و هدفه طرد الارواح الشريرة و. ص446 – معجم الأنثروبولوجيا “.
فالإنسان البدائي وصل ببساطة لكنهه الداء والدواء معا ؛ فالخيال عنده مصدر ووسيلة حياة..
فعرف ان الصورة/الخيال هي منبع لأمانه ، بجلب الحظ مثلا او طرد الشر.
لكن رؤية البدائي لقدرة الخيال العاتية تشمل تفسيرا أعمق ، فالخيال يعطينا امل+قيمة ، القيمة المكتسبة من الخيال والامل في غد افضل هو مايبقي لحياتنا والآمنا معنى .
ففقداننا لخيالنا بالضبط كفقداننا لظلنا يعني اننا اموات .
غياب الاحتمالات الاخرى للحياة..
تعاسة الوظيفة والمواصلات والجيران والاصدقاء ..
مصاريف المدرسة .. زحمة الشارع ..
وكله وجع يجب ان يقبلوا استمراره لسد الحاجات الاساسية من مأكل ومسكن .
فإنتحار الشباب ، هي لحظة قف ..
لم اعد اعبء بكل هذا ، لم اعد احتمل الاستمرار .. انا استسلم .
الخيال.الكتب.ربما الكذب لكنها كل مايبقيناعلى أمل فوق نصل الحياة القاتل.