Monthly Archives: October 2014

قصة : دعوة مجهولة ، خزانة مغلقة وتوأم

red-lagoon-chile-البحيرة الحمراء-1[6]

موكّا دابل من غير سكر هكذا احتضنت هدى كوب قهوتها بكلتا يديها وهي تثبته في السيارة

بمرة تهكمت إحدى صديقاتها على مزاجها الذكوري في القهوة فلم تعلق ولم تخبرهم أن مرارة القهوة عندها تداوي مرارات القلب وتجعلها تفكر في مرارة أخرى غير تلك التي تعيشها ..

إنها ٣٧ سنة الآن ،بقلب دام وحبيب بعيد وليالٍ وحيدة متكررة ..

كم كفرت بالحب وكم تمنت لو تنتزع قلبها ومشاعرها انتزاعا فلا تشعر بشيء..

اليوم هو الخميس ، يوم الوحدة العالمي من كل أسبوع وهو أيضا ليلة الفالنتين حيث تغزوها كل الآلام والأوجاع دفعة واحدة.

تصلها رسالة إلكترونية بدعوة لحضور حفل للعزاب في ليلة الفالنتين حتى لا يقضوه وحيدين والحضور بملابس تنكرية.

لم تتردد وارتدت فستان كلاسيكي ذو تصميم رومانسي يشبه العصور الوسطى وأسدلت شعرها الطويل

كان القصر منعزل وموحش ومحاط بالبوص والأعشاب الطويلة حتى كانه مختف تماما..

استقبلها شابا يرسم المهرج على وجهه ورافقها من عند الباب ، كانت الموسيقى صاخبة والقاعة ممتلئة بالدمى الكبيرة بالحجم الطبيعي ، دمى فتيات وفتيان في رقصات وحركات مختلفة
استاءت قليلا ثم وجدت ذلك مريح ومنطقي ، العازب يعالج وحدته بصحبة دمى حتى يحافظوا على اللقب ورأت ان الدمي صحبة أءمن وباعث اقل على لتوتر من البشر.

راقصت إحدى الدمي لشاب كلاسيكي بملابس فرسان ، حتى لاحقها الشاب الذي استقبلها عند الباب ودعاها لشراب في غرفة جانبية..
استلقت على الكرسي بعد طول رقص وذهب لإحضار المشروب ، لمحت صورة له على الكومودينو ولكن لم تكن صورته وحده ؛ كانت نسختان من صورته مع رجل عجوز يبدو كابيه أو ربما هذه الاعيب الفوتوشوب ، ركزت اكثر كان توأمه..

حضر الشاب وناولها الويسكي المفضل عندها ، بعد الكأس الخامس اكتشفت أن طلاء وجهه لم يكن محكم كفاية ،هذا ليس من قابلها عند الباب بل توأمه لم ترتاح ، أخذت جاكتها وخرجت مغادرة لكنها اكتشفت أن الباب مغلق ولم تجد في الغرفة أي مخرج آخر كل ما وجدته هو خزانة زجاجية مغلقة ولكن يبدو زجاجها كاشف من اتجاه واحد فقط ، يجب أن تضيء الطرف الآخر لترى شيئا بخلاف انعكاسها عليه .

دلفت لداخل الخزانة وانغلقت ، حاولت بكل الطرق لم تنفتح، حاولت تكسيرها بكل قوتها ولم تستطع..

نامت وصحت من الانهاك ، فوقها كان هناك رجلا عجوزا شائبا قعيد يمتص أوردة ما من يديها.. لم تفهم ،لا لم يكن يمتص دمائها بل أعصاب يدها يلتهم أعصابها كما يلتهم الاسباجيتي.. صرخت وضربته ودفعته فسط العجوز في تألم ، لامت نفسها على حدتها معه وقامت لتجلسه ..
هنا أضاءت الغرفة وظهر التوأمان على الناحية الأخرى من الخزانة.
ضربت الزجاج كثيرا لم يستجيبوا وأوضحوا لها لماذا احضروها ، وان هذا هو بناءا على رغبتها ولمساعدة أبيهم ، فرغبتها التي صرحت بها على الملأ في صفحتها أنها تتمنى أن تتخلص من الإحساس والحب والشعور كله.

وأبيهم يحتاج للإحساس كي يشعر بهم ، فمنذ اكل مرض النسيان عقله وهو لا يتذكر حتى أبوته لهما.. فهو لم يلمسهم ولو مرة ، تركوها تعود ، وفي منتصف الطريق عادت لهم ركضا ، مانحة يديها للاب كافرة بالحب ورافضة للإحساس بهذا العالم .. تمنت أن تكون كالحجر فأصبحت صخرة يجرى على شعرها دمها.

قصة : تاكسي،فالنتين،وعدو قديم

 

لماذا تكرهني هكذا ؟

لا أكرهك ، أنا فقط عدوك الأبدي
وذهبت بعيدا ، محاطة بأنوار حمراء ووردية تدور وتدور ببطء كالطواحين المكسورة .
انه يوم الفالنتين ، سهيلة تستيقظ في فوضى .. بالكاد تستنشق انفاسها وخائفة داخلها بشدة بدون أي سبب منطقي.
هذا الحلم المظلم الذي صُلبت فيه وكانت في هيئة عروسة فودو ورجل شرير يطعن دميتها فيدميها
كل هذه الظلمة تركتها في قلق غامض.

قررت أن لا تدع خيالها يفسد يومها وأن تذهب لتلحق بالحب أي كان الثمن وبخاصة اليوم ، لذا ارسلت رسالة لذلك الرجل من موقع المواعدة العمياء لقضاء الليلة في صحبة .
في 1م تلقت بوكيه ورد من موعدها ، وكانت أول مرة تتلقي هدية مماثلة .
بسعادة اخرجت الوردود وادمتها الاشواك وبعدما رتبتهم سريعا في المزهرية انتهت بايدي مدماه وبورود حمراء جميلة .

طرقات وتدخل اختها حاملة بوكيه زهور جميل ، وبسرعة نزعت القديم والقته في الزبالة واضعا البوكيه الجديد ولم تعترض سهيلة وللغرابة كانت الورود ذابلة وجافة كإنها منذ 100 عام .

ارتدت ملابس جميلة للموعد ،
واخدت تاكسي لتصل في الوقت.
قابلت المعجب المهذب وجها لوجه على الاقل لا مواعيد عمياء ولكن الله هذا الرجل من الكابوس هذا الذي قال لها انه عدوها الابدي من استنساخ لاخر .
استيقظت .. بعد الاغماء
برائحة كلوروفورم
مربوطة في وضع الصلب
عدوها كان يمليء دميتها الفودو باشواك الورد التي ادمتها وعندما قرر ان يطعن قلب الدمية اصبح هذا هو فالنتاينها الاخير .
سألته لماذا؟
أجابها لانها توأم روحه ولا يمكنه ان يحب احد غيرها وهي لا تحبه فيريد ان تكون كأن لم يكن.

تحولات المانيكان

أول مرة لاحظت الإختلاف كان بالمرحلة الثانوية ..بأواخر التسعينات وقتما كان هيركيوليز هو المسلسل المكون لخيالنا وتصوراتنا عن البطولة الرجولية و الفتيات الجميلات اللاتي ينقذهن الفوارس.

وكانت هذه هي الصورة عند أغلب بنات جيلنا : الأجمل هي الأكثر رقة ولأن النموذج الاوروبي هو المسيطر بكل مايخص المرأة فكنا – المراهقات وقتها – نرى الجميلة ، الدقيقة الحجم هي الأجمل بيننا ، وكذا كان المانيكان. مانيكان كلاسيك

مانيكان المحلات بكل بيوت الموضة الدارجة حينها كان يُعرض بفساتين كلاسيكية ، جيبات هندية تظهر النحافة وضعف البنية اكثر مما تداري وشعور طويلة جدا تحاكي صورة جوليت الكلاسيكية في القرون الوسطى .

ثم ،استيقظنا يوما لنرى مانيكان المحلات الكبيرة واللامعة تغير كثيرا.. استُحدث نموذجا شاع كثيرا واصبح مميزا لمحلات الملابس وهو المانيكان السيكسي ومواصفاته الرئيسية ١٠٠ سم وسع الصدر ، وسط ضيق ومؤخرة كبيرة.

كل شيء في المانيكان يعكس ماتحولت له ايقونات الجمال وتركيبة مخيلات فتيان وفتيات هذا الجيل : سيقان بيونسيه ، مؤخرة شاكيرا و صدر كاتي بيري .. تلك هي احلامهن الان.

مانيكان سيكسي ولذا يجب أن يكون بطلهن مشابه لتوجهن ، بطل لا علاقة له بنبل الفرسان القديمة وإنما يجيد البريك دانس ووضع الچيل ،شهواني وجريء وياحبذا لو كان يرتدي التيشيرتات اللاصقة على الجسد مثل الممثل فلان او علان ، ويظهر تساهل كبير في خصوصية علاقاته فيتباهى بالتصوير وسط سيقان الفتيات .

ربما هو التشيء الذي تغلغل تماما حتى في علاقتنا بذواتنا وبالأخرين ، فلم نعد نجد في انفسنا او الاخرين غير مجموعة تضاريس جسدية نريد عرضها او امتلاكها ربما هو حقا ليس مانيكان،ربما المانيكان الحقيقي هو نحن ، وأن هذا هو ماتغير بين جيلين.