Monthly Archives: September 2014

ضوضاء انفجار الهند

 

download (4)

كيف انفجر المجتمع ؟ سؤال يطرحه الكثيرون إثر حوادث ملفتة للرأي العام العالمي : كالعنف الطائفي ، اغتصاب جماعي أو نهب مسلح دموي في احدى دول العالم الثالث المكتظة بالسكان كالهند ؛ فيظهر هذا العنف المستمر كروتين يومي.

ويطرح الفيلم البوليودي الشهير “ضوضاء في المدينة أو هكذا يُترجم Shor in the city ” – 2011 ، مقطع عرضي للمجتمع الهندي المعاصر في مومباي ؛ بواقعية شديدة وبلا رتوش أو تجميل : يسرد قصص لثلاث نماذج متباينة : ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا في هذا المجتمع جميعهم تضطره الظروف المتأزمة للجريمة.

فآبهاي / سيندهيل رامامورثي Sendhil Ramamurthy  ، شاب ثري نسبيا ، عائد من أمريكا لإقامة مشروع صغير ، لايعلم عن تغير الأوضاع الحالي في البلد . يبدأ تصادمه مع الواقع بأحد العمال الخدميين يلح لمساعدته ويلح لأخذ بقشيش في تنويه عن مشكلة العمالة الخدمية التي في حقيقتها بطالة مقنعة ويتبين لاحقا انه أحد البلطجية في عصابة المنطقة لفرض الإتاوات.

عصبة الثلاث شباب (ماندوك /بيتوباش ، راميش/ نيكيل دوافيداي ، تيلاك / تاشار كابور ) وهم عصابة فقيرة وغير مؤذية كل منهم يمثل نموذج شائع في هذا المجتمع :

فراميش : شاب سلبي سهل الانقياد ، ماندوك : شاب سطحي مهووس بالفتيات واجسامهم وتصويرهم

وتيلاك : صاحب مطبعة غير مصرحة تعيد طباعة الكتب خلافا لحقوق الملكية الفكرية وبنصف ثمنها لتوزيعهم في إشارات المرور . يقومون بأعمال سطو غير خطيرة كالسطو على كتاب لمؤلف كبير أو نشل شنطة بدون اكراه يتبين ان فيها اسلحة.

وسوان / صانديب كيشان شاب محدود الدخل ، يريد أن يصبح لاعب كريكيت – لعبة من الكرة والمضرب –ويطالبه مدير النادي برشوة 1,000,000 روبية لإلحاقه بالفريق .

تتصاعد احداث الفيلم لتتأزم الأمور فبعد النظرة الأولى على بدايات تقليدية للشخصيات تتكشف تحت السطح حقائق أخرى ويكتشف المشاهد أزمة الأبطال الذين باتوا مضطرين للانصياع للفساد ؛ ويكتشف معهم الحل الذي توصلوا له . فساوان رسم خطة سطو على البنك المجاور وعرضها على مقاول حشد سياسي ليتمكن من دفع الرشوة ، آبهاي الثري يشتري سلاح “محلي” من ماندوك أحد الثلاث شباب ، وعصبة ال3 شباب يقرروا تنفيذ خطة ساوان : لاعب الكراكيت في السطو على البنك .ينتهي انفجار الوضع بانتهاء المشاكل والراحة في نهاية سعيدة تغلفها احتفالات الإله جانيش .

ويظهر هدفا أساسيا للفيلم : وهو تشريح المجتمع لكن هذا الهدف قد يكون مشتتا بعض الشيء ومضرا لتشابك وتواتر الأحداث فيبدو الفيلم كثلاث أفلام منفصلة ومتوازية لاتتداخل إلا في ال15 دقيقة الأخيرة من مدة 2:15ق طول الفيلم.

يبرز الفيلم تناقضات المجتمع في أكثر قيمه سمو فتظهر السلوكيات مدعية أو خالية من مضمونها.

تناقض المجتمع بخصوص الوطنية : يظهر في مشهد قصير مقاول الحشد السياسي ” …” الذي يتعامل مع المعارضة كباب رزق للتكسب ، يخطب في قريبه “ساواي” لاعب الكريكيت محفزا اياه على الرياضة ” نعم ، العب من أجل وطننا الهند ” ، فيعرض مفارقة الوطنية فيمن يبدو كشخص يتكسب من وطنيته.

تناقضه بخصوص الاحتشام والمحافظة : يظهر مشهد عابر لفتاة محجبة تغطي وجهها ويظهر اسفل ظهرها من بنطلون شديد الضيق ، فيما يشبه العفة الظاهرية . ويعرض الفيلم نموذج فتاة تضاجع الشباب على الانترنت وترفض أن تتحدث معهم في الواقع مشددة على مظهر الالتزام . مما يصور قضية المحافظة في المجتمع كمحل إدعاء.

تناقض بخصوص الحب والزواج : فبيما المجتمع يضيق الخناق على التعارف قبل الزواج وتبدو طقوس الخطبة تقليدية للغاية وتتبع طريقة الصالونات ؛ يظهر كورنيش مومباي مكتظ بالأحبة الذين يتبادلون القبل المحمومة ، يفصلهم امتار قليلة عن بعضهم في وضع خالي من الخصوصية.

تناقضات تسيء للمجتمع تترد جملة ” انهم كلاب / هو كلب بلا قيمة ” حوالي ال4 مرات في الفيلم على لسان شخصيات مختلفة في العمل ؛ فيما يظهر كيف يرى أطياف المجتمع بعضهم البعض . فبينما قالها الشرطي المرتشي عن البلطجية ، قالها البلطجية على عامل الشركة بعدما قتلوه وعلى ماندوك أحد الشباب الثلاث وبنهاية الفيلم قالها “آبهاي” الثري على البلطجية وهو يتعامل معهم . فكل فئة ترى الأخرى كلاب لاتستحق تعامل جيد ومن ثم ترى من الشرعي أن تسيء لها أو حتى تقتلها .كل تلك التناقضات كانت بمثابة البارود القابل للاشتعال مثل مشاهد نهاية الفيلم ، على اثرها انفجر الوضع في البلد.

وعن اختيار الملابس جاء موفقا فكل شخصية تظهر بما يلائمها ، ويظهر بشكل مميز تي شيرت لماندوك يبرز بلغة الصورة غياب الاتساق في الوضع . فبينما هو يرتدي تي شيرت عليه مسدس مزين بعلامة ممنوع حمراء بما يوحي بالسلمية أو غياب السلاح، يذهب هو واقرانه لتفجير قنبلة . وبينما يقوم بتهديد رجل بسلاح  تلتقط كاميرا المخرج صورته في المرآة مرتديا تي شيرت عليه كلمة حب بالمقلوب . 

التمثيل: كان بشكل عام جيد وغاب عنه الدرامية الشديدة والمعتادة في الأفلام الهندية وبالأخص آداء آبهاي والبلطجي وغيرهم ، كما ظهر خط آداء هزلي اخذ يتصاعد في ذروة المشاهد الخطرة أو المأساوية للتخفيف من مرارة او ايلام الصورة على المشاهد . كثناء الكاتب المختطف على عملية خطفه مجاملا اياهم ببراعة الاختطاف أو تخبط الشباب وهم يحاولون تفجير الفنبلة .

جاء آداء البطولات النسائية ملائما للحكاية بأغلب الوقت ف”شاميلي / بريتي ديساي” الموديل المتحررة تتعامل مع جسدها كسلعة ، فكلما قابلت آبهاي تطلب منه شيئا رغم ان آدائها في مرافقته لايظهر فيه أي مشاعر وتبادله التقبيل باستغراب وبرود.

واجادت زوجة تيلاك في الآداء فتظهر اللهفة له في حركة الشفاة ونظرة الأعين المشتاقة موصلة للمشاهد المسكوت عنه في علاقتهم الحميمية .

الإله جانيش ، يظهر كمخلص لأبطال العمل في مشهد النهاية فهو اله النجاح وازالة العراقيل ينهي الفيلم بنهاية سعيدة للجميع ، ويظهر تعبده بالصندلية الحمراء ورمزيتها في تنقية الفضاء والسلام كرد على عنوان الفيلم : كهدوء مقابل ضوضاء المدينة ، أو هو الهدوء الذي تلى الانفجار .

داعش..والحرب على الإنسانية

injured-by-shooting-of-terrorist-mall-kenya-nairobi-21-09-13-b

صورة من هجوم إرهابي على مول بكينيا

داعش / القاعدة السيناوية / دالم ، كلها أسماء متعددة لنفس الوجه المتطرف.. فقادة الإسلام السياسجهادي ليسوا باشا شركسي ملازم للقلعة أو ملك لا يغادر قصره ولا يهمه الرعية ، إنما هو نظام بديل لخلخلة كاملة لمنظومة الدولة بكلياتها .

    الدولة بمكوناتها الأكثر تجريديا هي : حكومة ، مجتمع ، فرد بترتيب هرمية السلطة . فالدولة تطبق القوانين التي تنظم المجتمع ، والمجتمع يطبق منظومات اجتماعية ترتب معاملات أفراده ، ويقوى أو يضعف دور الدولة بحسب طبيعة المجتمع زراعي ، صناعي ، بدوي .

هلاکت عمر چچنی سرکرده القاعده در حلب + تصویر

صورة لمقاتلين في سوريا يظهر انهم من جنسيات متعددة

وما يميز الوجود الحقيقي لأي من هذه المكونات هو السلطة :
فلكي تكون حكومة يجب أن تمتلك سلطة تطبيق القوانين في حدود الدولة..
والمجتمع لكي يصبح كذلك يحتاج لأعراف تنظم علاقات الأفراد ببعضهم لكي لا تصبح فوضى وبخاصة فيما يتعلق بتلبية الاحتياجات الفردية .
والفرد يجب أن يمتلك سلطته على ذاته لكي يكون حرا ، في حدود عدم الإضرار بالآخر في المجتمع ، وحدود سلطة الفرد وحريته قد تم تحديدها جليا في الميثاق العالمي لحقوق الإنسان.
وإجمالا الحكومة والفرد والمجتمع يشكلون النظام العام للدولة .
أما ، خطورة دالم وإخواتها هو الخلخلة الكاملة لهذا النظام إجمالا وفرادى..

فهي جيوش بلا جنسية محددة أو أيديولوجية بخلاف الهوية الإسلامية ، وبلا وطن أو أرض وبلا مقدسات فحتى الكعبة قيل أن في مخطط داعش هدمها لأنها تعبد من دون الله .
وهم جاهزون ببديل يطيح بالحكومة ويطبقون هم الأحكام التي يرونها شرعية بالقوة والتجنيد الواسع حتى للنساء والصبية.
وقواعدهم هي ما يفرضوها على أعراف المجتمع فإذا تعارضت مع الأعراف سادت قوانينهم .
يكسرون سلطة الفرد وحريته تماما بالتحكم به جسديا وذهنيا : فالشباب ملزمين بملابس إسلامية ، ملزمين بالختان وإطلاق اللحية وعدم لبس الذهب وغيره والنساء ملزمين بالحجاب وعدم تهذيب الحواجب وعدم الاختلاط وغيره .

صورة من مجازر داعش

صورة من مجازر داعش

فانكسار سلطة ال3 مكونات على ذاتها وفيما بينها كفيل بكسر نظام الدولة كله وانهياره .
وهذا ماقد أنام المصريين في الكهف منذ العزو الإسلامي لمصر ، تسليم السلطات للغير.

الأزمة الحادثة الآن ، هو عدم جاهزية الدولة والدول العربية ببديل
فالحكومة مهترئة تعاني من الفساد العارم حتى هذه اللحظة ، تقريبا فاقدة للسلطة على الحدود وحتى مفهوم الدولة نفسه متذبذب وركائزه غير واضحة بخاصة فيما يتعلق بعلمانية الدولة التي اعتمدت في السابق على ترسيخ الهوية الدينية للحكومة .(الرئيس المؤمن و القوانين الشرعية والبنوك الإسلامية وغيره )
المجتمع : مشتت ، متنافر ومختلف جدا في كل شيء وليس عنده منظومة موحدة من العادات والتقاليد والقيم الأخلاقية .
الفرد : نحن نتحدث عن مواطنين 40% منهم أميين والمتعلمين منهم ضحلي الثقافة في الأغلب ، أي لا يمتلكون ذهنية مستقلة وأغلبهم بلا حرية فردية وليس عندهم منظومة شخصية من القيم والركائز تجعلهم يتعايشون خارج النظام الديني ذو الفتوى في كل شيء .؛ فكثير من الشباب والكبار يعتمدون على من يفكر لهم ويقودهم في الحياة : زوج ، زوجة ، أب ، أم ، خليلة .

فبين نقصان الرؤية والارتباك المذهبي وإرتكان الكثيرين عليه في تواكل لتنظيم حيواتهم وطريقة معيشتهم يكون تسلل جيش مرتزقة كدالم أمر مخيف وعدو متخفي كان سيصبح ظاهرا ووضاحا لو امتلك كل بوصلته واتجاهه .

كثيرون حاولوا تصنيف حروب دالم/داعش كحروب طائفية بين طائفتي مسلمين احدهما متشدد والآخر وسطي فيما أشبه بحروب أمريكا بين الكاثوليك والبروتستانت إبان التأسيس.
ويرى البعض إنها أشبه بحروب الدولة الرومانية الكاثوليكية على أقباط مصر الأرثوذكس إبان الحكم الروماني ؛ أي كحروب لإخضاع الجميع لنسخة خاصة وموحدة من الدين .
لكن خطورة تلك الحرب ليس فقط أن جيشها قابل للتوسع بأي جنسية وأي فئة ، مما يجعلها حربا عالميا أخرى ضد الحضارة الإنسانية الآن ، و ليس لأنها حربا استعمارية من مرتزقة يريدون وضع أياديهم على خيرات الدول لكن لكونها حربا استعبادية : تستعبد البشر ذهنيا وجسديا وتستلبهم تماما وتبرمجهم كآلات حرب واعدين إياهم بحياة أفضل في الجنة .
فهم لايغزون بلدك / ذهنك / حكومتك مرة بل عشرات ومئات المرات يتم فيها احتلالك بالكامل .

فهذه ليست حرب ضد نظام سياسي قمعي أو بلطجي يفرض إتاوة أو أو .. هي حربنا ضد التدمير الذاتي النابع من بيننا وخلفنا وحولنا هي حربنا ضد من يريدون هدم المعبد لأنهم لم ينالوا كفايتهم من الخمر / فالعدو هنا ممكن أن يكون بأي مكان بين بيوتنا وشوارعنا ومؤكد انه في كل انعطافات الحواري والأزقة الضيقة.

عنصرية مصر الزائفة

download

كثيرون قد لامسوا بشكل مباشر أو غير مباشر ممارسات تميزية أو عنصرية في الشارع المصري . من جماعات أو حالات فردية أو ممارسات تميزية من الحكومة أو الدولة ككل .
لكن ورغم وجود العنصرية* في الشارع بتعريفها : كإنكار للحق الإنساني لآخر وتفاعلاته مع المجتمع بناءا على حكم مسبق يؤدي إلى اضطهاده ، إلا إنها عنصرية زائفة في جوهرها ولا تستند على إيمانات حقيقية وإنما هي غطاء لأزمات أخرى لها علاقة بالفقر وقلة الموارد والفرص المتاحة وانخفاض مستوى التعليم والمتعلمين الثقافي .

فمن حالات الممارسات الفردية : حالة المخرجة الشابة ندى مع صيدليات سيف حيث رفض الصيدلي التعامل معها بحجة إنها سوداء ، أو محاولة الاغتصاب التي تعرضت لها فتاة سوداء بريطانية الجنسية ، إلى هتافات تحمل الإهانة تتعلق باللون في الشارع والكلية والمدرسة وغيره.

الشركات والمؤسسات التي ترفض تشغيل سمراوات وسوداوات في خدمة العملاء والوظائف الخاصة بالعرض أو كواجهة للمؤسسة.
أفكار وممارسات مجتمعية وسياسات اجتماعية حتى فيما يخص الزواج والجمال و مستحضرات التجميل التي تقرن الجمال بالمواصفات الأوروبية وفيما عدا ذلك هو أدنى .

الممارسات السياسية الخاصة بتجاهل وإهمال الأقليات العرقية والإقليمية في التمثيل السياسي .
الحكومة التي تتجاهل الأمازيغ والبدو والنوبيين وأهل حلايب وشلاتين وغيرهم من الأقليات ، أما فيما يخص حالة النوبيين فاضطهاد الحكومة لهم كان منذ الحرب مع محمد علي ومملكة النوبة المسيحية حينها وبعدها عندما أراد الخديوي عباس حلمي تشيد خزان أسوان ففجر المجرى على أهل النوبة بدون تحذير وغرق من غرق في ما أشبه بالتطهير العرقي أو العداء العرقي .

ثم جاء عبد الناصر بعدها بغدره المعروف لمحمد نجيب السوداني الأصل وكان أول ما فعله عند بناء السد العالي أن تجاهل النوبيين ومطالبهم وعوضهم بقيم بخسة جدا من قيم أراضيهم ، دافعا بهم في الفقر والشتات بكل أنحاء مصر .
وما زالت الحكومة المصرية تمنع أي مذيعة سمراء من الظهور في التليفزيون المصري منذ تأسيسه ومازال الجيش المصري يسرح الضباط المسيحيين الكبار وما زالت المرأة عاجزة عن أخذ حقها في المجالات الوظيفية والرياضية وبأغلب المناصب.
مازال التميز هو القاعدة الشرعية في مصر.

ربما لذلك حدث الانعزال الرافضي عند النوبيين الذي عده البعض عنصرية مضادة أو جيتو دولة داخل دولة ، فرغم إصرار النوبيين على تزويج أبناءهم من نفس العرق وأن لهم لغة ومأكولات وعادات وطباع مغايرة ألا انه انعزال لمداواة جرح الاغتراب والتهجير والإفقار والعنصرية اللاحقة من المجتمع وليس كرها أو إهانة للآخر .

العنصرية بمصر زائفة لأنه استنادا على دوافع النفسية للعنصرية المذكورة بمجلة : psychology today ، لا تنطبق

  1. التضخيم والاحترام من الذات
  2. التميز الإيجابي
  3. الإيمان بالمطلقات
  4. البقاء
  5. السيطرة والتسيد

ال5 دوافع كلها مزيفة في حالة المجتمع المصري ويمكن اختصارها في قلة الرزق.

فبسبب شعور الكثيرين بالدونية الناتجة عن سنوات القمع السياسي والإنساني الطويلة ، يسعى المواطن لتضخيم شعوره بالذات عن طريق اضطهاد من هو مثله ولكن من عرق أو نوع أو طائفة مختلفة فيما أشبه بالتوحد مع سلوك القاهر هنا وهو الحكومة الفاسدة والقمعية في عهد مبارك ومن سبقه.

التميز الإيجابي غير فعال في حالة مصر بسبب التباين الشديد لأصول المصريين وكون مكانها الجغرافي مصب طبيعي منذ القدم لجنسيات عديدة .
ولذا كان البقاء غير مرتبط بقتل التنوع حيث كان الواقع بذاك الوقت هو تعايش الليبيون والنوبيون واليهود وغيرهم من الوافدين معا بلا تميز في مصر القديمة ووصول بعض الجنسيات الأجنبية لبيوت الملك وقلب تكوين الجيش .

الإيمان بالمطلقات هو طريقة تفكير وكثيرا ما تلازم المتشددين دينيا ، فالإسلام مثلا يؤكد على أن شرف الإسلام هو فوق كل شرف مميزا هنا بين المسلمين وغير المسلمين في الدولة وكذلك فيما يخص العرق أو اللون فجميلات الجنة بيضاوات والحديث الذي ربما يصنفوه كضعيف يقول : تخيروا لنطفكم ، وانكحوا في الأكفاء ، وإياكم والزنج فإنه خلق مشوه محرضا على ترك الزواج بمن هو غير عربي لأنهم أدني ، فجانب من الإيمان الشديد بالمطلقات الإسلامية لا ريب قد يعزز النزعة التميزية للمتدينين .

السيطرة ، هي سلطة في حالة الحكومة وهنا هو سلوك فاسد متخبط أكثر منه اضطهاد منظم ، بالطبع به تجاهل وعداء سلبي لكنه يغلب عليه عداء الجهل والكسل الحكومي عن آداء الواجب وحل المشاكل .
وفي حالة المجتمع هو غطاء للسيطرة على الموارد ، فالنزاعات دائما ما تحدث على الموارد القليلة.

عنصرية مصر ، مثلها مثل الكثير من المظاهر الطارئة والغير معتادة الظهور في المجتمع ، عرض يخبيء تحته مرض عضال وهو الفقر .
مصر تحتاج للتميز ضد الفساد والرشوة والإفقار وليس ضد كل ما هو أقلية فبالمختلفين المميزين تحدث طفرات الأمم .

* تعريف ويكيبيديا للعنصرية